الأحد، 22 نوفمبر 2015



تقنيات الاتصال الحديثة 



 منذ قديم الأزل كان العالم يعتبر مكانا واسعاً جداً، صعب التنقل والتواصل فيه، وإيصال الرسائل والمعلومات ما بين منطقة وأخرى يحتاج وقتاً طويلاً قد يمتد في بعض الأحيان لأسابيع ولرنما لأشهر عديدة فقط لإرسال رسالة قصيرة أما الآن وفي واقعنا الحاضر، وبعد عصر النهضة التكنولوجية الحديثة التي لم يعد هناك مجال للاستغناء عنهم بتاتا  ومن أهم وسائل وتقنيات الاتصال الحديثة :
-1  الهاتف الذكي Smartphone بالنسبة للهواتف الذكية لاقت انتشار كبير في الأسواق الالكترونية وأنها في انتشار متزايد مهيب يوماً بعد يوم وذلك لما توفره الهواتف الذكية من خصائص جميلة ورائعة جداً لم تكن متوفرة من قبل في أي هاتف محمول فقد وفرت الهواتف الذكية مميزات عديدة من ضمنها ( تصفح الإنترنت، مزامنة البريد الإلكتروني الخاص بالمستخدم، تصفح جميع ملفات الأوفيس، ويحتوي على لوحة مفاتيح كاملة، ومثبت عليه أحد أنظمة التشغيل المشهورة ( أندرو يد، أي أو أس "أي فو" ، سميان، ... الخ) وجميع هذه الميزات لم تكن متواجدة من قبل إلا في الحواسيب سواء المكتبية أو المحمولة.
 2- بلوتوث   ويعني بالعربية "السن الأزرق"  حدثت ثورة تكنولوجية عند إطلاق هذه التقنية المجانية الرائعة، فلأول مرة يتم التواصل بين جهازين الكترونيين (هاتف محمول - جهاز حاسوب - أو حتى الطابعات والفاكسات الحديثة) بدون أي أسلاك أو أجهزة مادية أو حسية تربط بينهما، نعم عبر الهواء وتقوم فكرة عمل هذا النظام على إرسال البيانات  وملفات بين هذين الجهازين بسرعة تصل إلى 350 كيلوبايت في الثانية الواحدة وبمسافة بين الجهازين تصل إلى عشرات الأمتار. وبذلك يسهل على المستخدم عناء التوصيل بالأسلاك أو نزع (الذاكرة) وتوصيلها بالحاسوب ، ويتيح أيضاً وصل الهاتف الخلوي مع سماعة الرأس، وصل الطابعة مع الحاسب الشخصي، وصل الهاتف الخلوي مع الحاسب الشخصي وصل الهاتف الخلوي مع الهاتف المنزلي وصل الفارة ولوحة المفاتيح مع الحاسب الشخصي ووصل الهاتف الخلوي مع الأجهزة الصوتية في السيارة و هذه التقنية تتيح توصيل بقية الأجهزة المنزلية الكهربائية بجهاز الحاسوب أو جهاز الهاتف الجوال وغير ذلك الكثير من الخدمات الرائعة جداً والموفرة للكثير من العناء والوقت . وظهرت هذه التقنية في أواخر عامة 1999 م.
 3- تقنية Wi-Fi انتشرت هذه التقنية مؤخراً في شبكات الحاسب اللاسلكية بحيث أصبحت تمكن المستخدم من نقل البيانات ولكن بمسافة أكبر مما تتيحه تقنية ( بلوتوث) بكثير . وتتيح استقبال الإنترنت بدون الحاجة لوصل جهازك  أو هاتفك المحمول أو حتى بدون وصل جهازك الحاسب المحمول بأي نوع من أنواع وصلات الإنترنت السلكية مما يعني إتاحة قدرة كبيرة ومرونة واسعة في التحرك بحاسبك المحمول في أي مكان تريده سواء داخل المنزل أو داخل الجامعة أو من أي مكان يتوفر فيه   الإنترنت 

الخميس، 19 نوفمبر 2015



 

التكنولوجيا وتأثيرها على الثقافة في نادي الكتاب :

لم تكن أمسية نادي الكتاب الماضية تقليدية في كل شيء، فهي اختصت بعلاقة التقنية الحديثة بالثقافة كما أن مقدمها شاب لم يزل طالبا وكانت بحضور مكثف من المثقفين والشباب، وهي كشفت العديد من الإيجابيات التي نطقت بها التقنية الحديثة مثلما أشرت السلبيات التي يمكن أن تحدثها هذه التقنية على الثقافة.

وفي بداية الأمسية التي قدمها الكاتب حسين المستوفي قال ،إن الأمسية التي ستناقش التكنولوجيا وتأثيرها على الثقافة والتي سيقدمها الطالب في كلية الهندية عباس عاصم الخفاجي ،وهي قد تكون محورا مهما من محاور الحديث الذي يهز العالم ،إلا أن المحاضر لا أعتقد سيكون قادرا على الإحاطة بكل تفاصيل تأثير التقنية ،لكنه  سيكون مناقشا لتأثير الانترنت وما يحتويه من غوغول وفيس بوك وتويتر على العالم في ظل ظروف العولمة وأيضا تأثيرها على المتلقي بين أوساط الشباب وكيفية استخدامه..موضحا أن المحاضرة  هي مناقشة لأهمية هذه العوامل على تنمية الثقافات وأيضا في القدرة على مواجهة السلبيات.

ويبدأ الخفاجي حديثه بقوله :إن تفاعل الإنسان منذ العصور القديمة مع ما كان متاحا من وسائط يتلقى من خلالها العلوم والترفيه والإخبار , بدءا من المخطوطات القديمة والشعر مرورا بالكتب والترجمات،وصولا للإذاعات والمسرح وكلما تعددت الوسائط لنقل المحتوى..ويضيف انه بعد دخول السينما والتلفاز تعاظمت قدرة المنتج وأصبح أقدر على الوصول للمجتمع واستطاع أن ينشر منتجه على الوسائط الحديثة سواء ما كان ثقافيا وتعليميا أو إخباريا أو حتى ترفيهيا..ويشير  إلى أن العصر الحالي عشنا فيه زمنا تطورت فيه وسائل الاتصال وتغلغل الانترنت إلى شتى مناحي الحياة والى شتى المجتمعات ،وبرزت بقوة في الآونة الأخيرة التكنولوجيا نظرا للتأثيرات الكبرى للتكنولوجيا ولا سيما ذات الطبيعة الإعلامية ،كالاتصالات والمعلوماتية والإنترنت ووسائل اتصالات أخرى كثيرة ،وهنا سنتناول هذا الموضوع من خلال علاقة التأثير والتأثر بين الجانبين الثقافة والتقانة..ويوضح أن مراكز المعلومات وتكنولوجيا الاتصال هي التي تمتلك اليوم مفاتيح الثقافة ،إذ أن التكنولوجيا تحمل الثقافة، والثقافة  محمولة عبر التكنولوجيا ،التكنولوجيا تقوم بعملية الاختراق الثقافي بسيطرة الثقافات القوية تكنولوجياً على الثقافات الضعيفة..مبينا أن الثقافة متأثرة  بالتكنولوجيا إلى حدٍ بعيد، وبواسطة التكنولوجيا المتطورة نجحت الدول الغربية في نشر ثقافتها عبر المحيطات والقارات، والترويج  لأفكارها وقيمها الثقافية والأخلاقية والاجتماعية والسياسية على حساب اكتساح الثقافات الوطنية،  وطمس الهوية الثقافية للدول الفقيرة أو النامية،  ويشير الدكتور نبيل على في كتابه “الثقافة العربية وعصر المعلومات إلى أن عولمة الاقتصاد تقود حاليا قافلة العولمة ،جارّة وراءها عولمة الثقافة..ويطرح الخفاجي سؤالا في إطار  العلاقة المحورية بين الثقافة  والتكنولوجيا والاقتصاد القائم على هذه التكنولوجيا بالتالي ..من يكون له حق القيادة  أو بتعبير آخر هل الثقافة تابعة للتقانة أم التقانة تابعة للثقافة  ..ويشير إلى أن من بين هذه الثقافات التقنية أصبح الغوغول مجالا للبحث الجامعي والأكاديمي والبحث التقني والنشر والاقتصاد حتى ما عاد الذهاب إلى المكتبات العامة للبحث عن مراجع لبحث علمي.وكذلك تسمع وترى وتشاهد كل شيء عبر الانترنت وأن هناك أكثر من مليار مستخدم لفيس بوك وهناك علاقات كبيرة بين القارات من خلال هذه القارات..مبينا أن من مصادر الثقافة على الانترنت هي مواقع التواصل الاجتماعي :الموسوعات الحرة مثل وكبيديا والمكتبات الالكترونية للكتب والمجلات والصحف والمدونات الالكترونية،المنتديات والإذاعات الالكترونية والمقالات التي تنشر على الانترنت..

وشهدت الأمسية العديد من المداخلات،كان أهمها مداخلة للباحث حسن عبيد عيسى التي أكد فيها على أهمية الاستفادة القصوى للمثقف

من نتاجات التقانة الحديثة،وفي مقدمتها الانترنيت..وأضاف  :إن الانترنت ومصادره تتيح المتلقي والمثقف والباحث المصادر الإضافية ما لا يحلم به باحث ،سواء عن طريق الأقراص المدمجة أو تحميل الكتب والدراسات والرسائل والأطاريح..

في حين قال الروائي علي لفتة سعيد إن التقنية الحديثة حالها حال أية تقنيات أخرى شهدها التاريخ ،ودائما هناك خوف منها لأنها شيء جديد ،وهناك دائما صراخ من التخوف من أنها تؤثر على مبادئ المجتمع ومعتقداته وحتى دينه..مبينا أن كل شيء في الحياة إذا ما صنعه الإنسان فيه جوانب سلبية وجوانب إيجابية بما فيها القلم ،،فهل نستغني عن القلم الذي يمكن فيه أن نحرف الكلم ونرسم السخافات ونهدد العالم ونستخدمه سلاحا لفقء العين ؟!

فيما تداخل الكاتب فرقد عز الدين عن تأثير الانترنت وفيس بوك على الواقع السياسي وكيف غيرت هذه التقنية من أنظمة وأطاحت برؤساء وكونت تجمعات مثقفة شبابية في إيصال الرسالة..وقال ،إن هذه التقنية استفاد منها العرب في إيقاد الربيع العربي وهو ما يؤكد أن التقنية الحديثة في مثل هذا الجانب تكون نافعة للبناء.

                                                 
 




-  بين الثقافة والتكنولوجيا :

بينما تقول الباحثة الأسترالية في الأنثروبولوجيا جنفيف بيل: “إن الثقافات هي أكثر مقاومة مما كنا نعتقد، بل إنها -الثقافات- هي التي تغيرها -التكنولوجيا-، لأن الأولى صلبة ولا تتطور إلا ببطء شديد”.

وسردت أمثلة على ذلك بأن قالت: إن صانعي الهواتف النقالة طوروا هواتف شعبية للمستخدمين المسلمين، تدعم عباداتهم، وذلك:

1- بتذكيرهم بصلواتهم.

2- وبتحديد قبلتهم.

3- وبتوقيف الاتصالات لمدة عشرين دقيقة.

إذن فالمشكل لا يكمن في المنتوج التكنولوجي، بقدر ما يكمن في كيفية التعامل معه، وبعبارة أخرى: المشكل في الإنسان، وليس في التكنولوجيا، أي هل يقتني الإنسان التكنولوجيا لتسهيل حياته، أم يقتنيها لتستلبه وتغير قناعاته، فيتحول من مالك إلى عبد لها.

ثم إن الإنسان هو الذي يضغط معنويا على الشركات لتستجيب لطلباته، لأن همها الأساس هو الربح، لذلك فإن للمجتمع المسلم مسؤولية جلى في تحديد خصائص المنتوج التكنولوجي الملائم لثقافته، وحسب قول المصريين، ولو في سياق آخر “الجمهور يريد هذا”، يحتم على الإنسان المسلم ألا تكون إرادته إلا تبعا لثقافته.

فمعادلة “أن يمتلك الإنسان التكنولوجيا، أو أن تمتلكه”، لا تقض مضاجع الغيورين من المسلمين فحسب، بل إنها تشغل بال حتى عقلاء الغرب، فبعد بحث أجرته شركة “إنتل” صانعة الرقائق الإلكترونية، حول استخدامات التكنولوجيا، تبين أن %91 من البالغين شاهدوا أفرادا يقومون باستخدامات خاطئة للتكنولوجيا، بينما %75 من مستخدمي الهواتف النقالة تحول إلى الأسوأ عما كان عليه سنة 2009.

مما جعل “جنفيف بيل” رئيسة قسم أبحاث التجريب والتفاعل في مختبرات “إنتل” تبدي حيرتها قائلة: “لم نتمكن بعد نحن وعائلاتنا أو مجتمعاتنا من معرفة ماهية السلوك والتوقعات الصائبة التي ينبغي أن يمارسها المرء”.

وهناك دراسات حول الاستخدام المكثف للتكنولوجيا، خصوصا فيما يتعلق بصناعة الفيديوهات وتطوير المواقع بذكاء، أثبتت أن الأطفال المتميزين في هذه الصناعة، يحصلون على درجات متدنية في أدائهم الدراسي. كما أن أهم الأخطار المحدقة، في هذا الموضوع، بالأطفال، هو ضعف التركيز على موضوع معين لفترة كافية، مما يعني ضعف القدرة على الإنجاز في الحياة العملية.

وهذا ما أكده أستاذ في كلية الطب في جامعة هارفارد الأمريكية ورئيس مركز دراسات يركز على “الإعلام وصحة الأطفال” في بوسطن، عندما قال: إن عقول الأطفال التي تنمو مع التكنولوجيا تتكون بشكل مختلف، يجعلها غير قادرة على التركيز وذات نشاط عصبي متعود على الانتقال بسرعة من شيء إلى آخر بلا توقف، وهو أمر تغذيه التكنولوجيا تدريجيا حتى يتحول إلى إدمان مسيطر على عقل الإنسان.

كما توافقت هذه الدراسة مع ظهور كتاب جاء على قائمة أكثر الكتب مبيعا في أمريكا اسمه السطحيونThe Shallows للباحث الأمريكي الشهير نيكولاس كار، جمع فيه دراسات ودلالات علمية عديدة توصل من خلالها إلى أن التكنولوجيا [الآيفون، البلاكبيري، الآيباد] تؤدي إلى تشتيت هائل للإنسان، بحيث تؤدي إلى ضعف قدرته على التركيز طويل المدى، وعلى الاستغراق الذهني في أمر ما.

فإذا كانت هذه تأثيرات التكنولوجيا السلبية على أهلها الذين صنعوها، وهم المالكون لها، فما بالك بنا نحن الذين نعد مجرد مستهلكين لها، إضافة إلى أن بعضنا يستعملها بكل انبهار، ودون وعي أو تأمل في آثارها السلبية على ثقافتنا، بمعنى استعمالها على علاتها دون تكييفها مع قيمنا.

ومن ضمن المنتوجات التكنولوجية التي تحدث آثارا سلبية على الإنسان وثقافته، الانترنت التي تساهم مساهمة كبيرة في تحطيم المناعة الأخلاقية لدى مستخدميها، كما تؤدي إلى ضعف التواصل الاجتماعي مع الأسرة، إن هي لم تؤطر بحدود ثقافتنا.

وفي موضوع يبدو غير ذي صلة بما نحن بصدده، أستغرب من العلمانيات اللواتي يشتكين من التحرش الجنسي، دون أن يقبلن بأن الحل يكمن في الوقاية، وليس في معالجة النتائج. فضلا عن أنهن يتشبثن بالبيئة التي يزدهر فيها التحرش الجنسي، وأقصد بذلك بيئة الاختلاط.

لكن ما علاقة هذا كله بموضوع التكنولوجيا؟

والجواب يكمن في أن بعض منتوجات التكنولوجيا يزيد من حدة الاختلاط، مما يهيئ الفرص أكثر للتحرش الجنسي، ومن بين هذه المنتوجات وسائل النقل العمومي، التي يعتبر فيها الاختلاط والازدحام الشديد، والتلاصق بين الأجسام، إهانة لكرامة المرأة، مما يستدعي تخصيص حافلات خاصة بالجنس اللطيف كما هو الحال في تركيا، أو في بعض الولايات الأمريكية، وكذلك في بلدية “مكسيكو سيتي” التي قررت بعد عدة شكاوى رفعتها جمعيات الدفاع عن حقوق المرأة، تخصيص حافلات تحمل إشارات زهرية الَّلون على واجهتها الأماميَّة، تنبيها للرجال لعدم ركوبها.

فإذا كنا نخشى على الثقافة من التكنولوجيا، لأن الأولى هدف، والثانية وسيلة. والوسائل لها حكم المقاصد. فإننا في المقابل نستنجد بالتكنولوجيا لتعزيز ثقافتنا.

فهل عجزت التكنولوجيا -مثلا- عن أخذ بصمات المرأة دون تدخل الإنسان؟

وإن كان الأمر كذلك، وإلى غاية اختراع أو وصول هذه التكنولوجيا إلينا، ندعو المسؤولين إلى تخصيص نساء لأخذ بصمات النساء، لأن الأمر لا يحتاج إلا إلى إرادة صادقة، وإلى رغبة في التماهي مع قيمنا وثقافتنا، والتصالح معهما، عوض الانسلاخ والاستلاب الثقافيين.
 

الثلاثاء، 17 نوفمبر 2015




البعد الثقافي للتعليم الالكتروني ( الايجابيات-السلبيات )



مقدمة:

الثقافة هي المعبر الحقيقي عما وصلت إليه البشرية من تقدم فكري، فمن خلالها يتم رسم المفاهيم والتصورات، كما يتم رسم القيم والسلوك وقد ارتبطت الثقافة بالوجود الإنساني ارتباطاً متلازماً تطور مع الحياة الإنسانية وفقاً لما يقدمه الإنسان من إبداع وإنتاج في شتى المجالات، وُتعرف الثقافة بأنها "المنظومة المعقدة والمتشابكة التي تتضمن اللغات، و المعتقدات، والمعارف، والفنون، والقوانين والدساتير، والمعايير الخلقية، والقيم، والأعراف والعادات، و التقاليد الاجتماعية، والمهارات التي يمتلكها أفراد مجتمع معين.
 و ما زالت الثقافة هي المحرك الأساس للفعل الإنساني، فمقياس تحضر الأمم و رقيّها مرتبط بتقدمها الثقافي بكل دلالات اللفظ و محتوياته,الأمم المتقدمة في عالمنا هي التي استطاعت أن تأخذ بأسباب الثقافة في كافة جوانبها الإنسانية و العلمية، و أن تحول وعيها الثقافي إلى فعل عام تتقدم به على غيرها، و لقد تعزز دور الثقافة على المستوى العالمي في العقود الأخيرة من خلال إنشاء عدد من المنظمات والمؤسسات الثقافية.
وبالنظر إلى العصور السابقة نجد أن تلاقح الثقافات كان بطيئا لبطء الاتصالات، أما في الأزمنة الحديثة أصبح التلاقح الثقافي جاريا بكثافة غير مسبوقة على مدار الساعة؛ وذلك بفضل تكنولوجيا الاتصالات المتقدمة وبخاصة البث الإذاعي المباشر والإنترنت، فالطالب اليوم يتعولم بسرعة، ويكتسب جوانب ثقافية متعددة طالما انه يستطيع أن يتصل بأي شخص في أي مكان في العالم وذلك بالنقر بزر الفأرة على شاشة جهاز الكمبيوتر، ولكن الصراع الحضاري الذي فرضته العولمة التي أصبحت الإنترنت هي أهم مظاهره بحاجة إلى البحث، والدراسة، والمرونة لفرز مظاهر العولمة، وغربلتها وضبط مظاهرها لتتحول إلى حركة حضارية مفيدة يستفيد منها الطالب في الحصول على المعلومات والأبحاث والدراسات من جهة، ونحصن ثقافته وخصوصياته من الاختراق من جهة أخرى، من خلال إعادة تقييم أسس ثقافتنا، والتمسك بما هو أصيل وحضاري وإنساني في حضارتنا العريقة.

 الآثار الايجابية للتعليم الإلكتروني على المستوى الثقافي

 في السنوات الأخيرة كان مصطلح الانفتاح الثقافي يصاغ للإشارة إلى تلاحم المعرفة والثقافات بين الدول، وإلى زيادة الكمية الهائلة في المعلومات، وتناقل الباحثون هذا المصطلح بمسميات عديدة منها أزمة المعلومات، المعلومات والتوثيق، المعلومات والتنمية، ثورة المعلومات، ومع بروز عصر الانفتاح الثقافي و ماصاحبه من ثورة في الاتصالات، أصبحت الحاجة ملحة إلى الاستفادة من ذلك التقدم الهائل في الوسائط المتعددة من خلال توظيفها في العملية التعليمية والتعلمية، واستتبع ذلك ظهور مفاهيم تربوية وتعليمية جديدة وتغيرات متعددة في قاعات الدرس وتجهيزاتها.
ويمكن تحديد الجوانب الايجابية للتعليم الالكتروني عبر الانترنت في النواحي الثقافية فيما يلي:

التعليم والبحث العلمي:
 أدت شبكة الإنترنت إلى تغير مجتمعنا البشري تغيراً كبيراً وبسرعة؛ نتيجة لتدفق المعلومات، حيث أمكن تحويل كافة أنواع المعلومات إلى الصورة الرقمية، وانتقالها إلى ملايين من البشر في ثوانٍ قليلة عبر الوسائط الإلكترونية المتعددة وبخاصة شبكة الويب والبريد الإلكتروني وتحويل الملفات، هذه المعلومات التي كانت تتطلب ساعات أو حتى أيام للحصول عليها في الفترات السابقة على ظهور الإنترنت.

تكوين علاقات اجتماعية جديدة:
تؤدى الإنترنت دوراً كبيراً في عملية التعارف الاجتماعي، وزيادة احتكاك الطلاب ببعضهم، ولهذا الدور جانبان رئيسان، هما: تقوية الصلات الاجتماعية بين الأفراد، واتساع دائرة معارفهم، وعبر الإنترنت يمكن التعرف على أشخاص جدد من خلال القوائم البريدية، أو مجموعات الأخبار أو غرف الدردشة ، وبالتالي أصبحت الإنترنت مكاناً مهماً للتفاعل مع الآخرين.

وتتمتع الانترنت ببعض الخصائص تجعلها من أكثر الوسائل التقنية تأثيراً في ثقافة الطلاب منها:

اللامكان: فالإنترنت يتخطى كل الحواجز المكانية التي حالت منذ فجر التاريخ دون انتشار   الأفكار وامتزاج الناس وتبادل المعارف، وبالتالي تجاوز الحواجز الاقتصادية والسياسية.

اللازمان: فالسرعة الكبيرة التي يتم بها نقل المعلومات عبر شبكة الإنترنت تسقط عامل الزمن  من الحسبان، مما يؤدى إلى ما يسمى عصر المساواة المعلوماتية.

التفاعلية: فمن خلال منتديات التفاعل والحوار يمكن الانتقال من دور المستقبل إلى دور المرسل أو الناشر.

المجانية: أو بصورة أدق شبه المجانية، حيث تتاح الكثير من خدمات الإنترنت بصورة شبه  مجانية.

الربط الدائم: فمن خلال التكنولوجيا المتطورة نستطيع أن نكون على ارتباط دائم بالإنترنت من خلال حاسبات الجيب والهواتف المحمولة، ونستدعي المعلومات في أي وقت.

السهولة: فخدمات الإنترنت لا تحتاج إلى خبير معلومات أو مهندس أو مبرمج حتى نحصل عليها؛ فاستخدامها في غاية السهولة واليسر، ولا يحتاج رواد الشبكة إلى تدريبات معقدة للبدء في استخدامها، بل إلى مجرد مقدمة لا تتجاوز ساعة مع صديق لتوضيح مباديء الاستخدام.

الآثار السلبية للتعليم الإلكتروني على المستوى الثقافي

 يرى البعض أن تواصل الطلاب من خلال المنتديات يكون تواصلا إلكترونيا عن طريق جهاز الكمبيوتر، وبالتالي لا يكون هناك دفء أو حميمية في العلاقات الإنسانية بينهم والأشخاص الآخرون، وبالتالي يصعب إمكانية إنشاء علاقات إنسانية حقيقية حيث تدور النقاشات والحوارات والأحاديث في الأمور الثقافية المختلفة بشكل إلكتروني.
ويشير كثير من التربويين إلى بعض السلبيات الأخرى للتأثير الثقافي لشبكة الإنترنت على الطلاب وهى قضية الغزو الثقافي ويعرفونه بأنه الأسلوب الجديد للإمبريالية العالمية، الذي تحاول من خلاله ضمان استمرار هيمنتها وسيطرتها على الدول النامية، من خلال ما أطلق عليه بعض المنظرين الأمريكيين  " البعد الرابع"، ويعنون به إحكام النفوذ من خلال الثقافة باعتباره بعداً جديداً يضاف إلى أبعاد السيطرة السابقة (الاقتصادية والسياسية والعسكرية)، ومن خلال التغلغل الثقافي يتم نشر مفاهيم ثقافية فكرية معينة تخدم وجود الدول الإمبريالية، حيث يتم مسخ الثقافة الوطنية وتشويهها، والإقناع بأنها ثقافة متخلفة لا تواكب العصر ومتطلباته الحضارية، فيصبح كل ما هو أجنبي له السيطرة والتفوق، وهو المثال والنمط الذي يجب أن يحتذى في كافة ميادين الحياة، وهذا فضلاً عن تأثير ذلك على اللغة العربية؛ حيث إن معظم الصفحات على شبكة الإنترنت مكتوبة باللغة الإنجليزية، وعدد الصفحات العربية قليل جداً؛ مما يؤدي إلى هيمنة اللغة الإنجليزية على مستخدمي شبكة الإنترنت من الطلاب.

السبت، 14 نوفمبر 2015



تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في الثقافة المجتمعية 


تؤدي وسائل التواصل الاجتماعي دوراً مهماً في ترسيخ ثقافة مجتمعية جديدة تعتمد على التكنولوجيا الحديثة والتقدم الهائل الذي أحرزته في مجال الاتصال بين الناس، بحيث باتت لاعباً مهماً، ليس في حياة الأفراد فقط، بل الأمم أيضاً. ومما لا شك فيه أن طرق الاتصال وأنماطها هي جزء مهم من ثقافة أي مجتمع. وقد نجحت وسائل الاتصال الحديثة، في زمن قياسي، في ترسيخ طرق جديدة للتواصل بين الناس، بحيث باتت طرق التواصل التقليدية تعاني التهميش خاصة بين الأجيال الجديدة. وتعد وسائل الاتصال الاجتماعي الجديدة مثل تويتر، وفيسبوك، ويوتيوب، وسكايب، وغيرها من وسائل الاتصال سهلة ومتوافرة في يد كل شخص يدرك أهمية هذا النمط الجديد من التواصل في خدمة أغراضه الحياتية والاتصال مع الآخرين في زمن باتت فيه وسائل التواصل التقليدية بطيئة أو مكلفة في كثير من الأحيان
تعتمد وسائل التواصل التقليدية على الحس الفطري للأفراد وعلى تعاملهم واتصالهم المباشر ببعضهم بعضاً، وعلى إظهار نوع من التقارب المطلوب مع الآخرين، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي هي البديل الذي لابدّ منه للتواصل مع الآخرينن وسائل التواصل الحديثة بدأت تهدد تلك الثقافة، ولاسيما أنها احتلت فعلاً حيزاً كبيراً في حياة الأجيال الجديدة تاركة القليل للثقافة المجتمعية التقليدية لكي تستمر. ويمكن ملاحظة تأثير وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة في المناسبات الوطنية والاجتماعية وحتى الدينية كأيام الجمعة ورمضان والأعياد؛ حيث نافست وبقوة وسائل التواصل التقليدية، وتغلبت عليها في التواصل بين الناس وإرسال التهاني والتبريكات واستقبال الأخبار. وأمام هذه المنافسة القوية من قبل وسائل التواصل الجديدة لم يتبق أمام وسائل التواصل التقليدية، إلا القليل لكي تقوم به لحماية نفسها من تلك الهجمة التي تواجهها. فقد بات تأثيرها محدوداً بفعل انصراف الكثيرين عنها لصالح منافستها القوية وسائل الاتصال الحديثة.
وقد احتلت وسائل التواصل الجديدة تلك المكانة بفضل العديد من الإيجابيات التي نجحت في توفيرها لمستخدميها. ولكن على الرغم من تلك الفوائد التي جلبتها وسائل الاتصال الحديثة لمستخدميها، فإن البعض يلومها على أنها سبب رئيسي في إحداث شرخ في نمط العلاقات الاجتماعية التقليدية. فتأثيراتها القوية والعميقة أدت بالتدريج إلى إحداث تغير كبير في نمط حياة الأسر.فمما لا شك فيه أنها أدت إلى ندرة الزيارات الاجتماعية بين الناس بادعاء الانشغال، كما أدت إلى ضعف العلاقات الاجتماعية وضعف العلاقات في الأسرة الواحدة. فلا غرو أن يصفها البعض بأنها باتت "وطناً بديلاً للشباب". وقد نجحت هذه الوسائل القائمة على التكنولوجيا الحديثة في إحداث نقلة نوعية في حياة الأسر.لقد تسببت وسائل التواصل الجديدة في إحداث تغير في أنماط حياة الأفراد وثقافتهم على مختلف أعمارهم، ولاسيما بالنسبة إلى الأجيال الجديدة. فكثير من أمراض العصر المنتشرة بين الشباب كالانطوائية والعزلة الاجتماعية وإدمان الإنترنت والفشل الدراسي واكتساب عادات وقيم سلبية كالعنف والإجرام هي نتائج مباشرة لذلك التغير الكبير الذي أصاب ثقافتنا الاجتماعية التي تأثرت كثيراً بمجريات العصر والنقلة الكبيرة التي شهدتها التكنولوجيا ووسائل التواصل الحديثة.وعلى الرغم من تنامي دور وسائل الاتصال الحديثة، فإن هذا لا يعني أنها الملامة كلياً على ظهور كل تلك المشكلات المجتمعية. فتلك المشكلات كانت ستحدث حتماً، إما بسبب ضعف العلاقات الأسرية، وإما بفعل المتغيرات الحضرية التي سوف تصيب أو أصابت الأسر. ولكن لا شك في أن لهذه الوسائل دوراً مهماً في تنامي تلك المشكلات بفعل تهيئتها الأرضية المناسبة وسبل التواصل.


الجمعة، 13 نوفمبر 2015

 Interactive whiteboard2.jpg



  

أثرت  التكنولوجيا في التعليم بواسطة السبوره الذكيه وهي عبارة عن قفزة ترتقي بمستوى التعليم لدينا فهي تساعد على تسهيل العملية التربوية في المدارس من خلال عرض المحتوى الدراسي بطريقه شيقة وتتمتع السبورة الذكية والتفاعلية بالعديد من المزايا والفوائد لإعداد عروض تقدمية مؤثرة تحث على التفاعل والتعاون. من بين تلك المزايا القدرة على عرض ومشاهدة المحتوى على عدد من الشاشات، أو تمكين عدد من الأشخاص من تحرير وتعديل ما يُعرض على الشاشة لتحقيق التفاعل المرن. يستطيع المستخدمون إرسال واستقبال الرسائل من الأجهزة الأخرى، والكتابة مباشرة على السبورة الإلكترونية. كما يمكنهم تدوين ملاحظات بسيطة مباشرة في المستندات وملفات كل من Microsoft® Word و Excel® أو PowerPoint®  وتوفر الوقت والجهد وتحفز الطلاب على المشاركة وترسخ المعلومات في ذهن الطلاب بشكل  أسرع وتثير حماس المعلمين والطلاب وتساعدهم في تعزيز دروسهم .